قيمة العلماء والأولياء
مرسل: 06 مايو 2019 01:26
كنت أقرأ اليوم في كتاب الشيخ أبي المعالي الجويني شيخ أبي حامد الغزالي: "غياث الأمم في التياث الظلم." وقد وضع نصف الكتاب في افتراض اندراس الشريعة وانقراض أحكامها.. وهو افتراض أيّدته تجربته الشخصية في رؤية العلماء في زمنه يموتون ولا يُعوَّضون، مع نصوص نبوية في فساد الزمان وارتفاع كثير من العلوم كالفرائض وكثير من الآداب كالخشوع..
المهم أن الجويني انطلق يضع للجماعة المؤمنة التي ستشهد هذا الانقراض التدريجي للدين فقهها المطلوب في حدّه الأدني، فبدأ بتصوّر دروس (أي انقراض) فروع الشريعة، ثم تصور دروس أصول الشريعة.. وكيف سيتصرف الناس آنذاك في عباداتهم ومعاملاتهم.. في بحث طويل ومتشعب الجوانب.
المهم أن القارئ يشعر بالأسى والأسف حين يتصور بذهنه مسلمي ذلك الزمان القادم.. لكن أهم انطباع يخرج به القارئ هو قيمة أهل الدين ومكانتهم، بنوعيهم: العلماء العاملون والأولياء الصادقون... كم الحياة مقفرة وموحشة بدونهم، تصوّر أنهم لا يوجدون كيف ستعبد ربك؟ وكم الأمة مَدينة لهم في دنياها ودينها وآخرتها.. كم هؤلاء كبارٌ يستحقون كل الاحترام والمحبة والتقدير..
بالمقابل انظر كم الأمة غافلة عن هؤلاء.. كيف تناستهم وأهملتهم في أكثر الأحيان، فلا ترجع إليهم إلاّ قليلا، ولا تؤدي من حقوقهم إلاّ القليل..
رحل القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله عن بغداد إلى مصر، وخرج معه كثير من الناس يودّعونه باكين.. فالتفت إليهم وقال: لو وجدتُ بينكم رغيفين في اليوم لي ولأهلي ما تركتكم. ولما دخل مصر عرف أهلُها حقه، ففاضت عليه الدنيا.. ثم سريعا مرض مرض الموت الذي قال فيه: سبحان الله لمّا عِشنا مِتنا.
كذلك كمْ من وليّ فضله على الناس كبير حتى إنهم يُرزقون به ويُنصرون، وبه يُحفظون: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}.. وهم عنه ساهون، وبه لا يشعرون. لا يأبه له أحد ولا يهتمّ به أحد.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وإنا لله وإنا إليه راجعون
المهم أن الجويني انطلق يضع للجماعة المؤمنة التي ستشهد هذا الانقراض التدريجي للدين فقهها المطلوب في حدّه الأدني، فبدأ بتصوّر دروس (أي انقراض) فروع الشريعة، ثم تصور دروس أصول الشريعة.. وكيف سيتصرف الناس آنذاك في عباداتهم ومعاملاتهم.. في بحث طويل ومتشعب الجوانب.
المهم أن القارئ يشعر بالأسى والأسف حين يتصور بذهنه مسلمي ذلك الزمان القادم.. لكن أهم انطباع يخرج به القارئ هو قيمة أهل الدين ومكانتهم، بنوعيهم: العلماء العاملون والأولياء الصادقون... كم الحياة مقفرة وموحشة بدونهم، تصوّر أنهم لا يوجدون كيف ستعبد ربك؟ وكم الأمة مَدينة لهم في دنياها ودينها وآخرتها.. كم هؤلاء كبارٌ يستحقون كل الاحترام والمحبة والتقدير..
بالمقابل انظر كم الأمة غافلة عن هؤلاء.. كيف تناستهم وأهملتهم في أكثر الأحيان، فلا ترجع إليهم إلاّ قليلا، ولا تؤدي من حقوقهم إلاّ القليل..
رحل القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله عن بغداد إلى مصر، وخرج معه كثير من الناس يودّعونه باكين.. فالتفت إليهم وقال: لو وجدتُ بينكم رغيفين في اليوم لي ولأهلي ما تركتكم. ولما دخل مصر عرف أهلُها حقه، ففاضت عليه الدنيا.. ثم سريعا مرض مرض الموت الذي قال فيه: سبحان الله لمّا عِشنا مِتنا.
كذلك كمْ من وليّ فضله على الناس كبير حتى إنهم يُرزقون به ويُنصرون، وبه يُحفظون: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}.. وهم عنه ساهون، وبه لا يشعرون. لا يأبه له أحد ولا يهتمّ به أحد.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وإنا لله وإنا إليه راجعون